مراحل الولادة

تسمى عادة المرحلة الأولى من الولادة المرحلة المبكّرة من المخاض. أثناء المرحلة المبكّرة من المخاض يبدأ الجسم بالاستعداد لجزء المخاض الأكثر نشاطًا عندما سيولد الطفل. يمكن أن تدوم المرحلة المبكّرة من المخاض لغاية عشرين ساعة. وفي بعض الحالات تستغرق وقتاً أطول.

الأكثر شيوعاً هو أن يبدأ المخاض بآلام المخاض. سبب آلام المخاض هو تقلص الرحم. آلام المخاض أثناء المرحلة المبكّرة من المخاض تحضّر الرحم لكي يمكنه ولادة الطفل، وهدفها هو أن يلين عنق الرحم وينقص طوله ويبدأ بالتوسع. في البداية يمكن أن تكون آلام المخاض مشابهة بآلام الطمث، وتكون عادة غير منتظمة في البداية. ومن الممكن أن يحدث أحياناً فترات توقّف طويلة بين التقلصات.

كما يمكن أن يبدأ المخاض أيضاً بأن تنزفي قليلاً من المهبل. هذا ما يسمى بالظهور الدموي.

حاولي الاسترخاء

أثناء المرحلة المبكّرة من المخاض تكون المرأة غالباً في المنزل وترتاح. من الجيد أن تحاولي الاسترخاء وتوفير قواك. يمكنك تناول أدوية مسكنة للآلام تحتوي على الباراسيتامول إذا كنت بحاجة إليها. الدفء والتدليك يساعدان أيضاً ضد الآلام.

قد تكون هذه المرحلة مرهقة لأنك تشعرين بالآلام تقريباً طوال الوقت.

اتصلي بقسم الولادة

أثناء المرحلة المبكّرة من المخاض يحين وقت الاتصال بقسم الولادة لكي يمكنهم حينذاك تخطيط وصولك. كما يمكنك الحصول على المشورة والنصائح إذا كنت بحاجة إليها.

قد تحتاجين إلى المجيء إلى قسم الولادة إذا دامت المرحلة المبكّرة من المخاض أكثر من يوم كامل. وتحصلين حينذاك على عقاقير لتخفيف الآلام، حيث يمكن لتخفيف الآلام أن يساعدك في الاستراحة لكيلا تتعبين كثيراً قبل أن تبدأ المرحلة الأكثر نشاطاً من المخاض.

من الممكن أن يتم تسريع الولادة في بعض الحالات. تقوم القابلة حينذاك بثقب كيس الجنين لكي ينزل ماء الرحم. أو يمكن أن تحصلين أيضاً على تسريب وريدي لزيادة التقلصات.

يبدأ المخاض أحياناً بنزول ماء الرحم أو بآلام حادّة

في بعض الحالات لا تلاحظين المرحلة المبكّرة من المخاض كثيراً، بل تبدأ الأوجاع بشدة مباشرة وعندما تصلين إلى قسم الولادة يكون عنق الرحم انفتح بعدة سنتيمترات.

بعض الولادات تبدأ بانفتاح كيس الجنين مما يؤدي إلى سيلان السائل السلوي من المهبل.

بعد المرحلة المبكّرة من المخاض تبدأ مرحلة انفتاح الرحم. يجب حينذاك أن ينفتح عنق الرحم تماماً لكي يمكن للطفل النزول إلى المهبل. أثناء مرحلة انفتاح الرحم تصبح التقلصات أكثر شدّة، وتصبح أطول ومنتظمة أكثر. في هذه الحال يكون من الجيد الذهاب إلى قسم الولادة. حيث يمكنك هناك الحصول على مساعدة للتعامل مع الآلام. قد يكون في بعض الحالات من الصعب معرفة متى حان الوقت للذهاب إلى قسم الولادة. يمكنك دائماً الاتصال بقسم ولادة للحصول على المشورة.

أول مرة تستغرق عادة وقتاً أطول

في أول مرة تلدين طفلاً عن طريق المهبل ينفتح عادة عنق الرحم حوالي نصف سنتيمتر في الساعة. ولكن يمكن أن يتم ذلك بسرعة أكبر أو أقل. ينفتح عنق الرحم عادة بسرعة أكبر إذا كنتِ ولدتِ سابقاً، ربما سنتيمتر واحد في الساعة.

في نهاية مرحلة انفتاح الرحم يمر رأس الطفل عبر مكان في الحوض يسمى spinae، الذي يكون ضيقاً لمرور رأس الطفل. يمكنك أن تشعري حينذاك بضغط على عظام الحوض. كما من الممكن أن تشعري بالغثيان. بعض النساء يتقيأن.

بعد ذلك يجب أن يمر الطفل إلى الأسفل تجاه قاع الحوض. ولكي يتم ذلك يجب المزيد من آلام المخاض، قبل أن يحين وقت المرحلة التالية من الولادة.

آخر مرحلة من الولادة تسمى مرحلة الوضع. يكون الطفل نزل إلى أسفل الحوض لدرجة أنه يحين وقت دفع الطفل لكي يخرج عن طريق فتحة المهبل. تشعرين حينذاك عادة بأنك تريدين الضغط والدفع. عندما تجيء إحدى التقلصات تشعرين وكأنك بحاجة إلى التبرز.

بعض النساء يشعرن أنهن بحاجة إلى الدفع قبل أن يكون الطفل نزل إلى أسفل الحوض بما فيه الكفاية. في هذه الحال تقول القابلة لك ما يجب فعله، حيث يجب عليك محاولة التنفس عند مجيء آلام الضغط، دون أن تضغطي. تقوم القابلة بمساعدتك.

إذا كانت أول هذه مرة تلدين طفلاً عبر المهبل فتحتاجين غالباً إلى الضغط لغاية ساعة قبل أن يخرج الطفل. ويحدث أحياناً أن يستغرق ذلك وقتاً أطول. إذا كنتِ ولدت سابقاً فتحتاجين نادراً إلى الضغط أكثر من 30 دقيقة.

عندما تضغطين قد تشعرين بأنك تريدين إخراج الطفل بأسرع وقت ممكن. ولكن غالباً ما يكون من الجيد أن يستغرق ذلك مدة أطول، حيث يمكن حينئذ أن تتمطط فتحة المهبل على نحو جيد مما يقلل من خطر التشققات.

الأمر المعتاد هو أن يبدأ الطفل بالصراخ والتنفس عندما يخرج. كما يكون لون بشرة الرضيع مختلفة في الدقائق الأولى ويبدو رأسه وكأنه مضغوطاً. هذا ليس أمراً غريباً.

يمكن للأم حمل الرضيع مباشرة على صدرها إذا كان يبدو في صحة جيدة. القابلة هي التي تقيّم ما إذا إن كان الطفل في حالة جيدة، فلا تحتاجين إلى التفكير بذلك. تقوم القابلة بتجفيف الرضيع وتضع قبعة على رأسه. الأفضل هو أن يمكنك وضع الرضيع على صدرك تحت غطاء لكي يشعر بالدفء والأمان.

بعض الأطفال يحتاجون إلى مساعدة لاستعادة قواهم أو للتنفس بعد الولادة. يأخذ حينذاك طاقم العمل الطفل إلى طاولة منفصلة خاصة بالأطفال، حيث تقدم القابلة أو طبيب الأطفال المساعدة له.

عنق الرحم يتقلص

عندما يكون الطفل خرج تنفصل المشيمة من جدار الرحم. يبدأ حينذاك النزيف في المكان الذي كانت فيه المشيمة. وفي الوقت نفسه يتقلص الرحم. عندما يتقلص الرحم يصبح الجرح في مكان المشيمة أصغر ويقل النزيف.

كما يجب أن تخرج المشيمة من الجسم. يكون عادة إخراج المشيمة سهلاً، لأنها مرنة. تقوم القابلة بالضغط على البطن للتأكد من أن المشيمة تنفصل وأن الرحم يتقلص.

من المهم أن يتقلص الرحم بأسرع وقت ممكن. تقوم غالباً القابلة بإعطاء محقنة تحتوي على الأوكسايتوسين. الأوكسايتوسين هو هرمون يجعل الرحم يتقلص ويخفف من النزيف.

القابلة تفحص المشيمة

بعد خروج المشيمة تقوم القابلة بالتأكد من أنها كاملة وأن شكلها عادي. تقوم أيضاً بفحص الحبل السري وتحسب عدد الأوعية الدموية فيه. ثم تفحص القابلة المهبل والشفرين والعجان للتأكد مما إذا كانت هناك تشققات ناجمة عن الولادة. غالباً ما تحصلين على تخدير قبل هذا الفحص.

من الممكن أن تفقدي كميات كبيرة من الدم بالتزامن مع المخاض، لغاية لتر كامل. قد يبدو هذا كثير ولكن الجسم مستعد لذلك، حيث تكون تراكمت كميات كبيرة من الدم أثناء فترة الحمل.

مباشرة بعد خروج الطفل يبدأ الجسم بالتكيّف إلى أنه لم يعد حاملاً. وتقوم هنا الهرمونات بالتأثير على المستوى الجسدي والعاطفي على حد سواء. بعد الولادة يشعر عدد كبير من النساء بالإنهاك، قد تشعرين مثلاً بآلام مشابهة لآلام بعد التمرين وفرج متورم ومؤلم وثديين مؤلمين أيضاً.

آلام ما بعد الولادة

يواصل الرحم بالتقلص، هذا ما يسمى بآلام ما بعد الولادة. وهي مهمة لكي يمكن للرحم التقلص على نحو جيد. تكون آلام ما بعد الولادة قوية في البداية وخاصة عند الرضاعة. إذا كانت هذه أول ولادة بالنسبة لك فيمكن أن تشعري بأن آلام ما بعد الولادة مشابهة لآلام الطمث. إذا كنتِ ولدت عدة مرات فغالباً ما تكون آلام ما بعد الولادة أقل وجعاً.

حيض ما بعد الولادة

حيض ما بعد الولادة هو سيلان مهبلي دمي يسيل من جرح الرحم. يمكن أن يدوم حيض ما بعد الولادة لغاية ثماني أسابيع بعد الولادة.

المشاعر

إن تغيّر الهرمونات يجعلك عاطفية وأكثر حساسية أثناء الأيام الأولى بعد الولادة، ومن الممكن أن تشعري أنك حزينة أو مكتئبة. عادة ما يختفي ذلك بعد بضعة أيام. يحدث أحياناً أن يتعرض بعض النساء إلى الكآبة بالتزامن مع الولادة.